مدرسة دار الزهراء في پتالونغ

نظراً للحاجة الماسة الى تأسيس مركز علمي ثقافي في جنوب تايلند لاداء واجب التبليغ الديني وتعليم أبناء المدن والقرى في تلك المنطقة احكام الشرع ولم شملهم في مكان مناسب لاقامة الشعائر وعقد الندوات والاحتفالات في المناسبات المختلفة، فقد تبرع بعض المحسنين بمبلغ لشراء قطعة أرض تبلغ مساحتها حوالي ٤٠٠٠م مربع في مدينة پتالونغ وتم البدء بانشاء المباني اللازمة لها منذ العام ١٩٩٤م.

وبعد انجاز قسم من المشروع تعثر على القائمين عليه اتمامه لاسباب عديدة مالية وقانونية وبخاصة في الجانب الاداري والتعليمي لمستقبل المشروع، ولذلك فقد عرضوا الامر على مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية لاستلامها المشروع والعمل على اتمامه وتشغيله.

وبالفعل فقد باشرت المؤسسة عام ١٩٩٨م باكمال الاقسام المتبقية من المبنى وتهيئتها بما يتلائم مع الاغراض الدينية والتعليمية وتم تخصيص الطابق العلوي لاقامة الطلاب ومستلزماتها وتخصيص الارضي الى قاعات عدة لاغراض متعددة كما انشئت فيها مكتبة عامة لاستفادة أبناء المنطقة عموما، وقد افتتح المشروع عام ١٩٩٩م مستقبلاً اكثر من ١٠٠ طالب في المراحل المختلفة لتعلم القران الكريم وتدريس الاحكام واصول العقائد في دورات تعليمه منتظمة تستغرق ثلاث سنوات ينتقل الطالب بعد نجاحه فيها الى مدرسة دار العلم التابعة للمؤسسة في العاصمة بانكوك لاكمال دراسته. ويستقبل المركز طلابا من جنسيات غير تايلندية كالطلاب الماليزيين نظرا لقرب البلدين. وقد تم بناء قسم داخلي للسكن لكل من الذكور والاناث على حدة. وميزة هذه المدرسة انها تتمتع بصفة رسمية حيث حصلت على اعتراف الحكومة بها، حيث يحصل الطلاب ذكورا وأناثا على التعليم الرسمي صباحا والحوزوي مساء. وقد قام المركز بارسال العديد من الطلاب الى الحوزات العلمية في النجف الاشرف وكذلك في قم المقدسة وحوزات دمشق (قبل تدهور الوضع الأمني بها)، حيث وصل عدد المسجلين في هذه الحوزات إلى حوالي أربعين طالبا.

كما يقوم المركز بتقديم الخدمات الاجتماعية والدينية اللازمة لابناء المدينة والمنطقة عموماً في مجالس يومية واسبوعية كما في المناسبات العامة ابتداءاً من اقامة صلوات الجماعة في اوقاتها والجواب عن المسائل الشرعية اللازمة لطالبيها وعقد دورات تعليمية للكبار وبرامج خاصة بالاطفال وبخاصة في أشهر محرم الحرام وصفر ورمضان المبارك.